عن أذن أدوسيوس الصغير
اذكر هذه الذكرى ليس بدافع الحنين و لا التماس التعزية أو الشفقة على ما مضى ، بل مجرد خاطرة وردتني اليوم أثناء عملي على تصنيف الكتب الجديدة التي وردت للمكتبة حيث وجدت من ضمنها كتاب عن حياة و أعمال موسيقار إمبراطوريتنا العظيم – هم الذين يعتبرونه كذلك – جون بودلير.
عائلة أمي كلها كانت عائلة موسيقية جدي كان عازف كمان و خالتي كانت لاعبة بيانو تولت في فترة إدارة دار الأوبرا الوطنية أم الخال فقد كان نافخ في عدد من آلات النفخ و الأبواق التي فشلت دائماً في حفظ أسمائها ، العائلة كلها أيضاُ دون تفاصيل كثيرة كانت تنهال عليها الجوائز الموسيقية و الفخرية باستمرار ، أمي كانت أكثرهم خجلاً و أقلهم موهبة ، و في محاولة من قبل الخال لإنقاذي من المصير البائس لابن طبيب جراح و عازفة فاشلة سألني يوماً " ما هي الآلة التى تحب العزف عليها يا ولد ؟!" فأجبت بتلقائية " الجيتار الالكترونى ". حينها تغير وجه الخال نافخ الأبواق و ارتعب و أخذ يدى نحو المكتبة الموسيقية لأجلس لأكثر من ثلاث ساعات استمع في ملل و ضجر مؤذى للحواس لسيمفونيات و سوناتات طويلة و قصيرة حتى أوشكت على البكاء
بعدها كرهت أذني الموسيقى الكلاسيكية للأبد .
1 Comments:
أنا نفسي افهم بقي
انت مش هتكمل ولا ايه .. داخلين اهو علي 26 يوم من غير حرف يوحد ربنا جديد ... في الانتظار
Post a Comment
<< Home