Tuesday, January 31, 2006

نقلاً عن البحيري


في لحظة خاطفة، رأيت صباح اليوم الضؤ الأبيض و الفراشات الصفراء تحلق باتجاه السماء تضربها الريح بقوة فترتد للأرض، و تحت قدمى كان هناك مذبحة كَاملة من أجنحةِ الفراشات و أعضائها الممزقة متمدد على الأرض حينها دون تفسير منطقي تصادف كل هذا مع قرائتى لكتاب (( مشى الأيام و سيرة الأنام )) لجابر البحيرى ، و هو أهم مؤرخى الامبروطورية في العصر السلطانى و قد شهد و سجل بنفسه دخول القوات السلجنيه الى بلادنا و انتهاء العصر السلطانى .. يقول البحيرى :


(( حدث أن دخل احد شعراء الأرصفة على مولانا السلطان فانتصب شامخا و قال شعرا جارحا اغضب مولانا فأمر به ، فزج للسجن فقضي فيها سبعة اشهر على ضؤ مصباح باهت في زنزانة بصحبة ثلاثه من الجهال .. انعزل في الشهر الأول عن صحبة اقرانة ، و في الشهر الثانى جلس صامتا لا يكلم احد ، و في الثالث و قف في النافذة يراقب حركة الشمس ، يتبعها القمر ، في الرابع طلب قلم و مجموعة من الأوراق و بطول اربعة اشهر كاملة جلس يكتب تأملاته و خواطرة و هواجس تأتيه في الليل ،و قبل الافراج عنه بيوم حلم بقصيدة مجنحة و مزينها بنور و بهاء كالشمس ، فاستقيظ و احرق كل ما كتبه على مدار اربعة اشهر.. و حين استدعاه السلطان و قف شامخا و قال:
مولاى كلنا تروس في عجلة النظام ، الأرض تدور ، و انت تدور ، و أنا ادور ، و دورانى أن اصرخ في وجهك ثم القى قصيدة قاسية تطاول فيها على مولانا ، فأمر به الى المقصلة ، فطارت رقبته ))